فــي كتاب الأغاني لأبيالفرج الأصبهاني، روايةٌ عن ابن قتيبة (بتصرّفٍ):
دخلَ حسّان رضي اللهُ عنه، إلى النّابغة وعندهالأعشى أبو بصير، والخنساء أم عمرو ..
وكانت الخنســاء رضي اللهُ عنها قد أنشدَت نابغة بني ذُبيان:
وإن صخرًا لتأتَمّ الهداةُ به ** كأنّهُ علمٌ في رأسِهِ نــار.
وإنّ صخرًا لمولانا وسيّدنا ** وإنّ صخرًا إذا نشتو لنحّار.
فقال لها النّابغةُ: لولا أنأبا بصير أنشدني، لقلتُ إنّك أشعر النّاس.
فقــال حسّان رضي الله عنه: أنا أشعرُ منكَ ومنها!!.
فقال: حيثُ تقول مــاذا؟.
فقال حسَّان رضي الله عنهُ ( من قصيدة):
لنا الجفَناتُ الغرّ يلمعنَ بالضحى ** وأسيافُنا يقطُرن من نجدةٍ دمـا.
ولَــدنا بني العنقاء، وابني محرقٍ ** فأكرم بنا خالا، وأكرم بنا ابنما.
فاحتج النّابغة علىحسّان رضي الله عنهُ، بأنّه شاعرٌ لولا أنّه قال:
جفنات بدل الجفان (بين جمعِ القلّة والكثرة، والأخيرةُ أفضل)، والأسياف بدل السيوف، ويقطرنَ بدل يجرين، وأنّحسّان رضي الله عنهافتخر بمن ولدَ ولم يفتخر بآبائه وأجدادِه..وأضافوا: يلمعنَ بالضحى، ولو قلتَ: يبرقنَ بالدجى لكان أفخر...
هذه القصّة مكرّرةٌ في بطون الكتب، بين مصحّحٍ ومضعّف، وبين مؤيدٍ لنقد النّابغه لحسّان رضي الله عنهُ ومن قال أن النابغة أراد تبرير اختياره ..
ولكنها تبيّن بوجهٍ مـــا كيفَ يُقرأ الشّعر .